المناعة في علم الميكرو

Ahmed Gamal
المؤلف Ahmed Gamal
تاريخ النشر
آخر تحديث

المناعة (Immunity)


المناعة هي قدرة الجسم على مقاومة العوامل المعدية أو الغريبة (Antigens)، مثل الفيروسات، البكتيريا، والسموم، والحفاظ على صحة الإنسان من الأمراض. هذه القدرة تتجلى من خلال آليات معقدة تُمكّن الجسم من التعرّف على الأجسام الغريبة والتفاعل معها للقضاء عليها.

يُشبه الجهاز المناعي بجهاز دفاعي متكامل للجسم، حيث يشبه البلد الذي يحمي نفسه من الأعداء، بحيث يكون الجسم هو الدولة (Country)، والأجسام الغريبة هي الأعداء (Enemy)، بينما الخلايا المناعية (الكريات البيضاء) هي الجنود (Soldiers)، وتستخدم الأسلحة (Weapons) مثل الأجسام المضادة لمهاجمة العدو.

أنواع المناعة (Types of Immunity)

توجد أنواع متعددة من المناعة، ويتم تقسيمها إلى:

1. المناعة الفطرية (Innate Immunity):

غير متخصصة وتعمل كخط الدفاع الأول في الجسم.

يتميز هذا النوع بسرعة الاستجابة عند مهاجمة الأجسام الغريبة.

تشمل مكونات المناعة الفطرية الجلد، الأغشية المخاطية، الإفرازات، وكذلك الخلايا المناعية مثل الخلايا البالعة (Macrophages) والخلايا المتعادلة (Neutrophils).

الخلايا القاتلة الطبيعية (Natural Killer Cells - NK) تعمل على مهاجمة الخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا السرطانية.



2. المناعة المكتسبة (Acquired Immunity):

تتسم بالتخصصية في مواجهة الأجسام الغريبة.

تحتاج وقتًا أطول للتفعيل عند التعرض الأول للعدوى، ولكنها توفر استجابة قوية وسريعة عند التعرض لنفس المسبب لاحقًا.

تشمل نوعين رئيسيين من الخلايا:

الخلايا التائية (T Cells): تُقسم إلى أنواع مختلفة مثل الخلايا التائية القاتلة (Cytotoxic T Cells) التي تهاجم الخلايا المصابة.

الخلايا البائية (B Cells): تنتج الأجسام المضادة (Antibodies) التي ترتبط بالمستضدات لمهاجمتها والقضاء عليها.





مكونات الجهاز المناعي (Components of the Immune System)

يتكون الجهاز المناعي من عدة خلايا وأعضاء تلعب دورًا محوريًا في حماية الجسم، ومنها:

1. الخلايا المناعية:

الخلايا المتعادلة (Neutrophils): تُعد الخط الأول للدفاع ضد العدوى البكتيرية.

الخلايا الأكولة (Phagocytes): مثل البلعميات (Macrophages)، وهي خلايا تبتلع الأجسام الغريبة وتحللها.

الخلايا القاتلة الطبيعية (Natural Killer Cells - NK): تستهدف الخلايا المصابة بفيروسات أو الخلايا السرطانية.



2. الأعضاء المناعية:

الطحال (Spleen): يعمل على تصفية الدم وإزالة الخلايا الميتة.

العقد اللمفاوية (Lymph Nodes): تساعد على تنقية السائل اللمفاوي وتحتوي على خلايا مناعية.

اللوزتان (Tonsils): تساعد على منع العدوى من دخول الجهاز التنفسي.




مصادر المناعة المكتسبة (Sources of Acquired Immunity)

تُكتسب المناعة المكتسبة بطريقتين رئيسيتين:

1. المناعة النشطة (Active Immunity):

طبيعية (Natural): تحدث عند تعرض الشخص لعدوى مباشرة، حيث يتعلم الجهاز المناعي التعامل مع المسبب وتطوير ذاكرة مناعية.

اصطناعية (Artificial): تُكتسب من خلال اللقاحات (Vaccines) التي تحتوي على أجزاء ميتة أو ضعيفة من الممرضات لتحفيز الجهاز المناعي دون التسبب بالمرض.



2. المناعة السلبية (Passive Immunity):

طبيعية (Natural): مثل الأجسام المضادة التي تنتقل من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، أو من خلال الرضاعة.

اصطناعية (Artificial): تُعطى من خلال الأجسام المضادة المحضرة لعلاج حالات عدوى معينة، حيث تقدم حماية مؤقتة.




المستضدات والأجسام المضادة (Antigens and Antibodies)

المستضدات (Antigens)

هي المواد التي تُثير استجابة مناعية عند دخولها الجسم. قد تكون بكتيريا أو فيروسات أو سموم. يتعرف عليها الجسم كمادة غريبة.


الأجسام المضادة (Antibodies)

الأجسام المضادة (Immunoglobulins): هي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي، تحديدًا الخلايا البائية، لترتبط بالمستضدات وتساعد في القضاء عليها.

بنية الأجسام المضادة: تتكون من أربع سلاسل بروتينية، سلسلتين ثقيلتين (Heavy Chains) وسلسلتين خفيفتين (Light Chains) تشكل معًا شكل "Y" يُسهل الارتباط بالمستضد.


التسامح المناعي (Tolerance)

التسامح المناعي هو قدرة الجهاز المناعي على عدم مهاجمة أنسجة الجسم الذاتية، مما يحمي الجسم من الأمراض المناعية الذاتية (Autoimmune Diseases). عندما يفقد الجسم هذا التسامح، تبدأ الخلايا المناعية بمهاجمة الخلايا الذاتية مما يؤدي لأمراض مثل الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي.

رفض زراعة الأعضاء (Transplant Rejection)

عند زراعة عضو من متبرع، قد يتعرف الجهاز المناعي على العضو كجسم غريب ويهاجمه. وهناك أنواع متعددة من الرفض:

الرفض الفائق الحدة (Hyperacute Rejection): يحدث خلال دقائق إلى ساعات من الزراعة.

الرفض الحاد (Acute Rejection): يحدث خلال أسابيع إلى أشهر.

الرفض المزمن (Chronic Rejection): يحدث على مدى سنوات.


فرط الحساسية (Hypersensitivity)

هي استجابة مناعية مفرطة وغير طبيعية تؤدي إلى أضرار في الجسم. تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية:

1. النوع الأول (Type I) - تفاعلات الحساسية (Allergic Reactions):

تشمل حساسية الأنف، الربو، الحساسية الغذائية.

يُنتج الجسم الأجسام المضادة من نوع IgE التي ترتبط بالخلايا البدينة وتُفرز الهيستامين.



2. النوع الثاني (Type II) - تفاعلات السمية الخلوية (Cytotoxic Reactions):

تعتمد على IgG أو IgM وتحدث عندما تتعرف الأجسام المضادة على خلايا الجسم كمستضد، مما يؤدي إلى تدميرها.

مثال: فقر الدم الانحلالي (Hemolytic Anemia).



3. النوع الثالث (Type III) - تفاعلات المعقد المناعي (Immune Complex Reactions):

تحدث نتيجة تكوين معقدات مناعية تترسب في الأنسجة وتسبب التهابات، مثل الذئبة الحمراء (Systemic Lupus Erythematosus).



4. النوع الرابع (Type IV) - تفاعلات فرط الحساسية المتأخرة (Delayed-type Hypersensitivity):

تتم بوساطة الخلايا التائية وتظهر بعد فترة من التعرض للمستضد، مثل التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis).




اللقاحات (Vaccines)

اللقاحات هي مواد مصممة لتحفيز الجهاز المناعي لحماية الجسم من الأمراض المعدية. تُقسم اللقاحات إلى:

اللقاحات الحية المضعفة (Live Attenuated Vaccines): تحتوي على كائنات حية ضعيفة، توفر مناعة قوية ودائمة ولكنها قد تكون غير آمنة للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

اللقاحات المعطلة (Inactivated Vaccines): تحتوي على كائنات ميتة، وهي أكثر أمانًا ولكن قد تتطلب جرعات معززة للحفاظ على الفعالية.


الخاتمة

إن دراسة الجهاز المناعي وفهم آلياته يُعد أساسًا في مجال التمريض والرعاية الصحية. يتيح هذا الفهم العميق للممرضين تقديم الرعاية المثلى للمرضى، سواء في حالات العدوى، الأمراض المناعية الذاتية، زراعة الأعضاء، أو إدارة الحساسية.

تعليقات

عدد التعليقات : 0