قياس ضغط الدم
تاريخ النشر
آخر تحديث
مقدمة عن الدورة الدموية:
تبدأ الدورة الدموية عندما يعود الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون من مختلف أنسجة الجسم إلى القلب عبر الوريد الأجوف العلوي (Superior Vena Cava) والوريد الأجوف السفلي (Inferior Vena Cava). يتدفق الدم إلى الأذين الأيمن (Right Atrium)، ثم يمر إلى البطين الأيمن (Right Ventricle). يقوم البطين الأيمن بضخ الدم عبر الشريان الرئوي (Pulmonary Artery) إلى الرئتين، حيث يتم تبادل الغازات؛ يُطلق ثاني أكسيد الكربون ويتم تحميل الدم بالأكسجين.
بعد ذلك، يعود الدم المؤكسج من الرئتين إلى الأذين الأيسر (Left Atrium) عبر الأوردة الرئوية (Pulmonary Veins)، ومنه إلى البطين الأيسر (Left Ventricle). يضخ البطين الأيسر الدم عبر الشريان الأبهر (Aorta) إلى كافة أنحاء الجسم. يعتمد ضغط الدم خلال هذه الدورة على انقباضات القلب ومقاومة الأوعية الدموية، ويُعتبر قياس ضغط الدم مؤشرًا هامًا لصحة القلب والأوعية الدموية.
أهمية قياس ضغط الدم:
قياس ضغط الدم من الإجراءات الأساسية في تقييم حالة المريض، وهو يتيح للفرق الطبية الحصول على معلومات مهمة حول وظائف القلب والأوعية الدموية. هناك عدة أسباب لأهمية قياس ضغط الدم، ومنها:
قبل الجراحة (Preoperative Assessment):
يتم قياس ضغط الدم للتأكد من استقرار حالة المريض. أي ارتفاع شديد أو انخفاض ملحوظ في ضغط الدم قد يؤدي إلى مضاعفات أثناء العملية أو بعدها.
معرفة ضغط الدم تُساعد في تحديد جرعات الأدوية المستخدمة أثناء التخدير، حيث إن بعض الأدوية قد تؤثر على ضغط الدم وتستدعي تدخلًا لتجنب المضاعفات.
تحديد حالات ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم المزمن:
قياس ضغط الدم المنتظم يساعد على كشف حالات ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) أو انخفاض ضغط الدم (Hypotension) المزمنة.
يسهم ذلك في تحديد المرضى الذين قد يكونون معرضين لمضاعفات صحية مثل أمراض القلب، الفشل الكلوي، أو الجلطات الدماغية.
تقييم فعالية العلاج:
في حالة المرضى الذين يتناولون أدوية لارتفاع ضغط الدم، يتم قياس ضغط الدم بانتظام لمعرفة مدى فعالية الأدوية وضبط الجرعات بناءً على القراءات.
حالات الطوارئ (Emergency Situations):
يُعتبر ضغط الدم أحد أهم العلامات الحيوية لتقييم استقرار حالة المريض في الحالات الطارئة مثل النزيف، الجلطات، أو الصدمات.
انخفاض ضغط الدم الشديد أو الارتفاع الحاد يمكن أن يُشير إلى حالات طبية خطيرة تتطلب تدخلًا فوريًا.
تحديد حالة الجهاز القلبي الوعائي (Cardiovascular Health):
يساعد قياس ضغط الدم على متابعة صحة القلب والأوعية الدموية، والكشف المبكر عن مشاكل قد لا تظهر على شكل أعراض، مثل تصلب الشرايين أو اعتلال عضلة القلب.
أماكن قياس ضغط الدم وموانع القياس في كل منها:
يتم قياس ضغط الدم عادةً من الذراع، لكن هناك مواقع أخرى يمكن اللجوء إليها في حالات معينة. إليك المواقع الشائعة وموانع القياس في كل منها:
الذراع (الشريان العضدي - Brachial Artery):
المكان الأكثر شيوعًا لقياس ضغط الدم. توضع الكفة على الذراع العلوية أعلى الكوع بمسافة 2-3 سم.
موانع القياس:
في حالة غسيل الكلى (Renal Dialysis) باستخدام وصلة شريانية وريدية (Arteriovenous Fistula) في الذراع، يجب تجنب الذراع المستخدمة لمنع تلف الوصلة.
إذا كان المريض قد خضع لاستئصال الثدي (Mastectomy) على الجانب المقابل أو كان لديه إزالة للعقد اللمفاوية، لتجنب مضاعفات مثل الوذمة اللمفاوية (Lymphedema).
وجود جروح، حروق، إصابات في الذراع، أو بعد العمليات الجراحية في الذراع.
الرسغ (الشريان الكعبري - Radial Artery):
يُستخدم في حالات عدم مناسبة الذراع العلوية، مثل السمنة أو الإصابة في الذراع.
موانع القياس:
قد تكون القراءات من الرسغ أقل دقة في بعض الحالات، مثل تصلب الشرايين أو اضطراب معدل ضربات القلب.
وجود إصابات أو التهابات في الرسغ.
الساق (الشريان المأبضي - Popliteal Artery أو شريان الكاحل):
يُستخدم في حالات عدم ملاءمة الذراعين، مثل وجود قسطرة أو جروح فيهما.
موانع القياس:
مشاكل وريدية في الساق مثل الدوالي أو القصور الوريدي.
جراحات أو التهابات في الساق، أو وجود وذمة قد تؤثر على دقة القياس.
التحضيرات الأساسية لقياس ضغط الدم:
تحضير المريض:
الراحة: على المريض الاسترخاء لمدة 5 دقائق في بيئة هادئة.
تجنب المؤثرات: يجب تجنب تناول الكافيين، التدخين، أو النشاط البدني قبل القياس بمدة 30 دقيقة.
وضعية الجسم:
يفضل جلوس المريض على كرسي، وظهره مدعوم، مع وضع الذراع على مستوى القلب على سطح مستوٍ، والقدمين مسطحتين على الأرض.
تحضير الجهاز:
التحقق من صلاحية جهاز القياس الزئبقي أو اليدوي (Aneroid) قبل الاستخدام.
اختيار الكفة المناسبة لحجم ذراع المريض؛ حيث إن الكفة الصغيرة جدًا أو الكبيرة جدًا قد تؤثر على الدقة.
ضبط جهاز الزئبق عند الصفر قبل القياس، والتأكد من تفريغ الهواء من الكفة.
الطريقة اليدوية لقياس ضغط الدم باستخدام جهاز زئبقي أو جهاز أنيرود مع سماعة طبية:
الأدوات: جهاز زئبقي أو يدوي، وسماعة طبية.
خطوات القياس:
وضع الكفة (Cuff Placement):
لف الكفة حول الذراع العلوية، بحيث تكون أعلى الكوع بمقدار 2-3 سم.
يجب أن تكون الكفة محكمة ولكن دون ضغط زائد.
تحديد موضع الشريان ووضع السماعة (Stethoscope Placement):
ضع السماعة فوق الشريان العضدي عند ثنية الكوع، وتجنب وضع السماعة تحت الكفة.
نفخ الكفة (Inflating the Cuff):
ابدأ في نفخ الكفة باستخدام المضخة حتى تصل إلى 20-30 ملم زئبقي أعلى من القراءة المعتادة للضغط الانقباضي، أو حتى لا يُسمع النبض.
تفريغ الكفة ببطء (Deflating the Cuff Slowly):
تفريغ الهواء تدريجيًا بمعدل 2-3 ملم زئبقي في الثانية، والاستماع لأصوات كروتوكوف (Korotkoff Sounds).
تسجيل القراءات:
الضغط الانقباضي (Systolic Pressure): أول صوت يُسمع عند التفريغ.
الضغط الانبساطي (Diastolic Pressure): آخر صوت قبل اختفاء الأصوات تمامًا.
سجِّل القراءة بدقة.
تفريغ الكفة تمامًا (Complete Deflation):
بعد الانتهاء، تفريغ الكفة بالكامل ورفعها بلطف.
ملاحظات لضمان دقة القياس:
يجب قياس ضغط الدم مرتين وترك دقيقة بين القياسات، وأخذ متوسط القراءتين لمزيد من الدقة.
يُنصح بتجنب قياس ضغط الدم في حالة الإجهاد النفسي أو التوتر.
خاتمة:
يعد قياس ضغط الدم جزءًا أساسيًا في مراقبة صحة القلب والأوعية الدموية. اتباع الخطوات الصحيحة يضمن دقة القراءة ويساعد في اتخاذ القرارات الطبية السليمة.